الجمعة، 16 سبتمبر 2011

ويكيليكس: الحكومة الإيرانية سعت لتجنيد مدير مكتب قناة العربية في طهران للعمل لصالحها


رقم الوثيقة: 08RPODUBAI51
سري .. دبي 000051
الموضوع: مخاطر إيران العالية, حقل ألغام المكافأة الإعلامية العالي, وجهة نظر مطلع
صنفه: رامن اسغارد, مدير مكتب التواجد الإقليمي لإيران

1. موجز: حسن فحص [حماية صارمة] المدير السابق لمكتب قناة العربية في طهران, ومازن حايك مدير التسويق في مجموعة إذاعة الشرق الوسط (MBC) الشركة الأم لقناة العربية, كلاهما طرد مؤخرا من إيران لدوافع سياسية. فحص رفض مرارا وتكراراً مبادرات للتعاون مع وزارة الأمن والمعلومات ... ويقول حايك أن السلطات الإيرانية كانت مستاءه تحديدا من مزاعم تغرّض تغطية قناة العربية لحزب الله وحماس والتي أضرت بسمعة إيران. اضطهاد الصحفيين الأجانب من قبل الحكومة الإيرانية أصبح أمراً مألوفاً, وهو يعكس جهودها الصارمة للسيطرة على المعلومات من وإلى إيران. نهاية الموجز.

مدير مكتب قناة العربية في طهران يدفع ثمن النزاهة
2. مدير مكتب التواجد الإقليمي لإيران IRPO اجتمع لأول مرة في 9/11 مع حسن فحص الرئيس السابق لمكتب قناة العربية في طهران والذي غادر إيران فجأة في الأسبوع الماضي بعد مزاعم تلقيه تهديدات من الحكومة الإيرانية. فحص أمضى ثمان سنوات في إيران وأوجز تجربته. أتى فحص إلى إيران عام 2000 من وطنه لبنان, حيث ينحدر من عائلة شيعية بارزة, والتحق بدراسات عليا في الصحافة. وزارة المعلومات والأمن اقتربت منه أولا في هذا الوقت لإقامة علاقة رفضها. وفي وقت لاحق سعى فحص لمتابعة الحصول على شهادة الدكتوراه, فاتصلت به وزارة الأمن والمعلومات الإيرانية مرة أخرى وقالت له أن مواصلة دراسته مشروط بتعاونه. فرفض مرة أخرى, واضطر إلى التخلي عن دراسته الدكتوراه, واستمر في العمل في مجال الصحافة وكمعلق من طهران على القضايا الإقليمية مع جريدة الحياة وقناة الحرة وغيرها من وسائل الإعلام.

3. عندما تولى منصب مدير مكتب قناة العربية في طهران تكهن بأن ثلاثة من العاملين لديه على ما يبدو يعملون لصالح المخابرات الإيرانية, أحد هؤلاء اعترف بأنه عضو في حزب الله اللبناني, وبعد إطلاق نشطاء وزارة الأمن والمعلومات المشتبه بهم لاحظ أن منزله وتحركاته أصبحت مراقبه عن كثب, وبدء يتلقى مكالمات تهديد, ثم في حفل استقبال ضم العاملين في الحكومة الإيرانية, نصحه أحد كبار مساعدي الرئيس الإيراني "لو كنت مكانك لحزمت حقائبي وغادرت إيران", فاستمع له فحص وغادر إيران في اليوم التالي.


4. خلال مناقشتنا الأولى بدا فحص في حالة معنوية معتدلة, رغم الظروف المروعة لحالته, وقد قدم إلى دبي مع ابنته وكان في طريقه إلى لبنان لتركها هناك مع عائلته, وكان يشعر بالقلق من احتمال استهدافه من قبل حزب الله عندما يعود إلى بيروت. عندما تحدثنا بعد أسابيع قليلة كان فحص لا يزال يعمل على إخراج زوجته وطفل آخر من إيران, وأثناء وجوده في دبي التقى فحص مع إدارة قناة العربية ومقرها دبي لمناقشة وضعه. ووفقا لمصادر إعلامية فإن فحص سيواصل العمل لقناة العربية, ربما مع برنامج خاص من دبي, ومن المقرر أن يعود من لبنان في 28 أكتوبر...

مواجهة ام بي سي ردود الفعل الإيرانية على تغطية قناة العربية
5. في 14/9 اجتمع  مكتب التواجد الإقليمي لإيران IRPO بمازن حايك مدير تسويق المجموعة الأم لقناة العربية ام بي سي الذي اخبرنا أن طرد فحص من مكتب قناة العربية في طهران كان لدوافع سياسية, و استشهد باتهام ايران ان المحطة تغطي ظلما دور ايران في أنشطة حماس وحزب الله. ايران ليس لها شكوى محددة من فحص، وهو صحفي محنك ونجل رجل دين شيعي. وقال حايك، أن ايران كانت تنتقد بالأحرى تغطية قناة العربية لـ "مغنية وحماس وحزب الله، والعراق", وأنها ترسل رسالة واضحة إلى السعودية مالكة MBC أن "لا تلعب معنا بعد الآن، نحن نعرف ما تقومون به" وقال حايك أن MBC ليس لديها خطط فورية لمن يحل محل الفحص في طهران، وسوف ننتظر لنرى ما اذا هدأت التوترات قبل اتخاذ أي قرار.

6. حماس حايك لأنشطة MBC في إيران بما في ذلك اطلاق قناة الأفلام الجديدة MBC Persian تضاءل في ضوء هذه التطورات الأخيرة مقارنة بلقاءاتنا السابقة معه, ولم تتلق MBC أي اشارة إلى أن إيران ستغلق مكتب قناة العربية في طهران أو تضغط على حكومة الإمارات العربية المتحدة لوقف بث برامجها إلى إيران, لكن حايك المواطن اللبناني الذي غالبا ما يوجه المناقشات نحو وطنه والدعم الإيراني لحزب الله تكهن بأن MBC قد تعاني أكثر من ردود فعل الحكومة الإيرانية, وقال أن مراسل قناة العربية في العراق كان مستهدفا في مؤامرة فاشلة بقنبلة مزروعة على جانب الطريق, وأن MBC مؤخراً حذرت العاملين في قناة العربية و MBC في بيروت بأن يكونوا يقضين تجاه أنشطة محتملة لحزب الله أو إيران.

لا جديد في الخطوط الحمراء الإيرانية على وسائل الإعلام الأجنبية
7. طرد فحص ليس المرة الأولى لانتقاد ايران وسائل الاعلام الأجنبية, في 2004 وبخ مقال "سيكولوجية عمل الجزيرة " بصحيفة طهران تايمز الشبكة بكونها "وكالة صهيونية" تحاول "تقسيم الدول الإسلامية وتشويه صورة الإسلام" المقال رد بقسوة على كاريكاتور سياسي من قبل الشبكة لرجل دين يرفض مشاكل مختلفة للعالم الإسلامي, لكنه استثار بقوة إلى تعبير "الخليج العربي" المفضل عليه "الخليج الفارسي". في ابريل 2005 اغلقت إيران مكتب قناة الجزيرة لأربعة عشر شهراً بعد مزاعم أن تغطيتها للاشتباكات في مدينة الأحواز النفطية في الجنوب الغربي حرضت على المزيد من العنف, وبالمثل في يوليو 2008 رفضت السلطات الإيرانية تجديد تأشيرة نائب رئيس مكتب وكالة الصحافة الفرنسية ستيوارت وليامز.

8. بعض السياسيين ناشدوا البرلمان اتخاذ اجراء عاجل ضد أي وسيلة اعلام اجنبية تنتقد البلد, باعتبار ذلك سلوك صحفي غير لائق, ويظهر أن معارضي وسائل الاعلام الخارجية يخلطون انتقاد سياسات إيران بالهجوم على الإسلام, وبحسب الصحافة الإيرانية فقد حث عضو البرلمان بلجنة الأمن الوطني والسياسة الخارجية "جواد جهانكير زاده" وزارة الثقافة بالرد على قناة العربية؛ (قائلاً)"وطنيتنا التامة ومنزلتنا العالمية ممثلة بالإمام الخميني لا تعني أن نتعرض للهجوم من قبل تقرير اخباري بينما نعطي رداً معتدلاً, والقضية الحقيقية الآن هي لماذا ظلت أجهزة الدولة صامتة في مواجهة انتهاك قناة العربية".

9. وقد ردت إيران على وسائل الإعلام الأجنبية عبر القنوات الترفيهية الحكومية التي تديرها الدولة, فبعد شهر من اطلاق قناة MBC Persian التي تبث الأفلام الأمريكية عبر الأقمار الصناعية مع ترجمة فارسية, أعلنت هيئة اذاعة جمهورية إيران (IRIB) اطلاقها على نحو مستقل شبكة مكرسة على مدار الساعة للأفلام, ومترجمة إلى اللغة العربية للجمهور حول المنطقة.... ووفقاً للصحافة الإيرانية فإن البرامج الجديدة لهيئة الإذاعة الإيرانية هي جزء من خطتها الخمسية لإنتاج المزيد من القنوات المحلية والدولية.

10. تعليق: رغم بذل ايران أفضل الجهود, فإن الحكومة لم تتمكن من صد اهتمام وسائل الإعلام بإيران... هيئة الإذاعة الإيرانية تتوقع أن حوالي 23 مليون شخص يصلون إلى قنوات فضائية غير مراقبة, وهذا العدد سيرتفع على الأرجح... ويعتقد مكتب التواجد الإقليمي أن طرد فحص هو مؤشر واحد على قلق الحكومة من تصدع قدرتها في السيطرة على تدفق المعلومات من داخل وخارج إيران...
اسغارد
الوثيقة الأصلية: 08RPODUBAI51
 

ويكيليكس بالعربي خفايا وأسرار السياسة العالمية 2010 - 2011

الصفحة الرئيسية | من نحن | اتصل بنا |