كشف عميل سري سابق في الحرس الثوري الإيراني معلومات خطية ووثائق تربط قوات القدس التابعة للحرس الثوري بالأعمال الإرهابية والتخريبية في العراق، مضيئا على أسماء شخصيات ومؤسسات عراقية وإيرانية متورّطة في تهريب الأسلحة وتمويل جماعات متطرّفة في سبيل تحقيق أهداف ميدانية في العراق.
ففي مذكّرة سرية تحمل الرقم 07LONDON4680 صادرة عن السفارة الأميركية في لندن في 28 كانون الأول 2007، جاء أن اجتماعا خاصا عُقد بين المستشار السياسي في السفارة الأميركية وعميل سري سابق في الحرس الثوري الإيراني، مشيرة إلى أن الأخير عمل خلال فترة السبعينيات والثمانينيات في لبنان وإيران كمدرّب لمنظمة التحرير الفلسطينية وحزب الله على عمليات "مختلفة ومتفاوتة". ونقلت عن العميل الإيراني الذي يحمل الجنسيّتين الإيرانية والبريطانية، أنه "ممثل غير رسمي" لعدد من الشخصيات الإيرانية المعارضة للرئيس أحمدي نجاد، من ضمنهم هاشمي رفسنجاني ومحمّد خاتمي وآخرون داخل إيران.
أنشطة قوّات القدس
وقدّم العميل السري الإيراني تقريرا خطيا يتضمّن مزاعم عدة عن دور قوات القدس التاريخي في منطقة الخليج العربي ولبنان. ويتكوّن هذا التقرير على نحو رئيس من إدراج مفصّل لأسماء عشرات المؤسسات الزائفة التابعة لقوات القدس والمسجّلة تحت أسماء مؤسّسات غير حكومية، مشيرا إلى أنّ بعض هذه الأسماء ينفّذ مشاريع إنشائية وثقافية وإنسانية في قطاعات مختلفة.
وحسب العميل، فإن هذه الشركات تقوم في الوقت عينه بتأمين التدريب والتمويل والدعم اللوجيستي لمجموعات وعمليات إرهابية، شارحا بقدر كبير من التفصيل الصلات بين عدد كبير من النوّاب العراقيين وآليات التمويل الخاضعة لسلطة قوات القدس. وأضاف أنّ المؤسسات غير الحكومية الإيرانية التي تدعم رحلات الحجّ الإيرانية إلى المقدّسات الشيعية في العراق، تخضع في الحقيقة لإشراف قائد قوات القدس سليمان ونائبه أحمد فروزنده، موضحا أنّ عشرات الشركات في البصرة والعمارة وكربلاء والنجف والأنصارية وديالى وغيرها من المدن تتم إدارتها من المصدر نفسه وبالطريقة ذاتها.
وأشار العميل إلى أن مؤسّسة محمد باقر الحكيم تهرّب ما يصل إلى 15 مليون دولار شهريا إلى السفير الإيراني في العراق كاظمي قومي وعدد من "مستشاري" الجمهورية الإسلامية، كاشفا أنّ أفرادا من قوات القدس ينقلون بين إيران والعراق عبر شركات الكوثر والنور ودار القرآن، وهي شركات خاضعة لسلطة عمار الحكيم نجل عبد العزيز الحكيم.
وتابع العميل الإيراني أنّ هؤلاء الأفراد يسافرون ويعملون بموجب هويات مزوّرة كمهندسين وأطباء وغيرها من المهن، مشيرا إلى أن مستوى النفوذ ذاته والتحكّم يمارس من قبل أعضاء من قوات القدس والحرس الثوري الإيراني في عدد من وسائل الإعلام العراقية الرئيسية وأشهرها قناة "العراقية" التابعة لـ حبيب الصدر. وعلى نحو مماثل، فإنّ الكثير من الشركات الأمنية التابعة لقوات القدس، مسجّلة لدى وزارة الداخلية العراقية وتملك الأسلحة في صورة شرعية، وهي، حسب العميل، تقتل العراقيين من دون محاسبة الحساب، موضحا أنّ إحدى هذه الشركات "الوسام" هي جزء من حزب الله، حسب ما أورد المصدر.
وجاء في تقرير العميل الإيراني السري لوائح تحوي "أرقام المرتبات في قوّات القدس" لعدد كبير من المسؤولين العراقيين، من بينهم "وزير الدولة" أبو مجتبى المعروف بـحسّان الصاري (مرتب الرقم 70166)، وكذلك عضو البرلمان ومدير تلفزيون "الفرات" (بطاقة انتساب إلى قوّات القدس الرقم 10002904). كما أن بعض مزاعم العميل الأكثر تفصيلا هي أنّ بعض أعضاء مؤسسة الهلال الأحمر العراقية يجمعون المعلومات في سبيل خدمة تنفيذ عمليات إرهابية، وبالتعاون مع مؤسسة إيرانية معروفة جيدا "الإمام للإغاثة"، وأنّ تمرير الأسلحة يتم لمصلحة مجموعات وتنظيمات في العراق.
حياتي في ظل الثورة الإيرانية
في سياق آخر، وخلال اجتماع في 19 كانون الأول في لندن، سرد العميل الإيراني تفاصيل حياته المعقدة والغريبة التي تضمّنت خدمة سنوات عدة في منظّمة التحرير الفلسطينية وفي الحرس الثوري الإيراني، مضيفا أنه أمضى بضع سنوات قبل الثورة الإيرانية في معاقل منظّمة التحرير في لبنان، حيث تَدرّب، ثم قام بتدريب مجنّدين إيرانيين لحساب عقيدة "الجهاد المسلّح في سبيل الإسلام"، مضيفا أنّ المتدرّبين على يديه عادوا في معظمهم إلى إيران، حيث أصبحوا أول المنتسبين إلى الحرس الثوري خلال الثورة، ولكنّه اعترف بأنّ بعض هؤلاء المتدربين انتهى بهم المطاف في صفوف "منظمة مجاهدي خلق".
وأشار العميل إلى أنّه، عند سقوط الشاه، ذهب إلى إيران للمساعدة في تدريب جنود الحرس الثوري، وبعد سقوط بني صدر "عاد إلى العمل الميداني" في لبنان، حيث ساعدته لغته العربية على العمل مع حزب الله. وأضاف أنّه لم يكن على أي صلة بالهجوم على ثكنة قوات البحرية الأميركية أو خطف أي موظف من السفارة الأميركية في بيروت وقتله، ولكنّه أوضح أنّه يعرف هوية المخطط لهاتين العمليتيْن، وهو عضو في حزب الله وتابع لوزارة الأمن والاستخبارات الإيرانية اسمه أحمد مغنية، مضيفا أنّ مغنية حاول تدبير مقتل خاتمي في العام 1987 كمنافس سياسي مرتبط بالليبراليين، وتحديدا بـ بني صدر ولاحقا منتظري.
وجاء في المذكّرة أنّ العميل السري لم يبد أي ندم على السنين التي أمضاها في صفوف الميليشيات المسلحة، وإنّما يعتزّ بتلك الفترة، مشيرا إلى أنّ ولاءه للنظام في طهران قد تأثّر على نحو جذري عندما استهدفته أجهزة المخابرات الإيرانية في لبنان في محاولة للقضاء عليه. وأضاف أنّ المنافسات الداخلية في وزارة الأمن والاستخبارات الإيرانية جعلت منه هدفا بما أنّه كان من الداعمين للرئيس المخلوع بني صدر، بدلا من مجموعة "أخوند" المتطرفة التي من خلالها تمكّن الخميني من تعزيز سلطته.
ففي مذكّرة سرية تحمل الرقم 07LONDON4680 صادرة عن السفارة الأميركية في لندن في 28 كانون الأول 2007، جاء أن اجتماعا خاصا عُقد بين المستشار السياسي في السفارة الأميركية وعميل سري سابق في الحرس الثوري الإيراني، مشيرة إلى أن الأخير عمل خلال فترة السبعينيات والثمانينيات في لبنان وإيران كمدرّب لمنظمة التحرير الفلسطينية وحزب الله على عمليات "مختلفة ومتفاوتة". ونقلت عن العميل الإيراني الذي يحمل الجنسيّتين الإيرانية والبريطانية، أنه "ممثل غير رسمي" لعدد من الشخصيات الإيرانية المعارضة للرئيس أحمدي نجاد، من ضمنهم هاشمي رفسنجاني ومحمّد خاتمي وآخرون داخل إيران.
أنشطة قوّات القدس
وقدّم العميل السري الإيراني تقريرا خطيا يتضمّن مزاعم عدة عن دور قوات القدس التاريخي في منطقة الخليج العربي ولبنان. ويتكوّن هذا التقرير على نحو رئيس من إدراج مفصّل لأسماء عشرات المؤسسات الزائفة التابعة لقوات القدس والمسجّلة تحت أسماء مؤسّسات غير حكومية، مشيرا إلى أنّ بعض هذه الأسماء ينفّذ مشاريع إنشائية وثقافية وإنسانية في قطاعات مختلفة.
وحسب العميل، فإن هذه الشركات تقوم في الوقت عينه بتأمين التدريب والتمويل والدعم اللوجيستي لمجموعات وعمليات إرهابية، شارحا بقدر كبير من التفصيل الصلات بين عدد كبير من النوّاب العراقيين وآليات التمويل الخاضعة لسلطة قوات القدس. وأضاف أنّ المؤسسات غير الحكومية الإيرانية التي تدعم رحلات الحجّ الإيرانية إلى المقدّسات الشيعية في العراق، تخضع في الحقيقة لإشراف قائد قوات القدس سليمان ونائبه أحمد فروزنده، موضحا أنّ عشرات الشركات في البصرة والعمارة وكربلاء والنجف والأنصارية وديالى وغيرها من المدن تتم إدارتها من المصدر نفسه وبالطريقة ذاتها.
وأشار العميل إلى أن مؤسّسة محمد باقر الحكيم تهرّب ما يصل إلى 15 مليون دولار شهريا إلى السفير الإيراني في العراق كاظمي قومي وعدد من "مستشاري" الجمهورية الإسلامية، كاشفا أنّ أفرادا من قوات القدس ينقلون بين إيران والعراق عبر شركات الكوثر والنور ودار القرآن، وهي شركات خاضعة لسلطة عمار الحكيم نجل عبد العزيز الحكيم.
وتابع العميل الإيراني أنّ هؤلاء الأفراد يسافرون ويعملون بموجب هويات مزوّرة كمهندسين وأطباء وغيرها من المهن، مشيرا إلى أن مستوى النفوذ ذاته والتحكّم يمارس من قبل أعضاء من قوات القدس والحرس الثوري الإيراني في عدد من وسائل الإعلام العراقية الرئيسية وأشهرها قناة "العراقية" التابعة لـ حبيب الصدر. وعلى نحو مماثل، فإنّ الكثير من الشركات الأمنية التابعة لقوات القدس، مسجّلة لدى وزارة الداخلية العراقية وتملك الأسلحة في صورة شرعية، وهي، حسب العميل، تقتل العراقيين من دون محاسبة الحساب، موضحا أنّ إحدى هذه الشركات "الوسام" هي جزء من حزب الله، حسب ما أورد المصدر.
وجاء في تقرير العميل الإيراني السري لوائح تحوي "أرقام المرتبات في قوّات القدس" لعدد كبير من المسؤولين العراقيين، من بينهم "وزير الدولة" أبو مجتبى المعروف بـحسّان الصاري (مرتب الرقم 70166)، وكذلك عضو البرلمان ومدير تلفزيون "الفرات" (بطاقة انتساب إلى قوّات القدس الرقم 10002904). كما أن بعض مزاعم العميل الأكثر تفصيلا هي أنّ بعض أعضاء مؤسسة الهلال الأحمر العراقية يجمعون المعلومات في سبيل خدمة تنفيذ عمليات إرهابية، وبالتعاون مع مؤسسة إيرانية معروفة جيدا "الإمام للإغاثة"، وأنّ تمرير الأسلحة يتم لمصلحة مجموعات وتنظيمات في العراق.
حياتي في ظل الثورة الإيرانية
في سياق آخر، وخلال اجتماع في 19 كانون الأول في لندن، سرد العميل الإيراني تفاصيل حياته المعقدة والغريبة التي تضمّنت خدمة سنوات عدة في منظّمة التحرير الفلسطينية وفي الحرس الثوري الإيراني، مضيفا أنه أمضى بضع سنوات قبل الثورة الإيرانية في معاقل منظّمة التحرير في لبنان، حيث تَدرّب، ثم قام بتدريب مجنّدين إيرانيين لحساب عقيدة "الجهاد المسلّح في سبيل الإسلام"، مضيفا أنّ المتدرّبين على يديه عادوا في معظمهم إلى إيران، حيث أصبحوا أول المنتسبين إلى الحرس الثوري خلال الثورة، ولكنّه اعترف بأنّ بعض هؤلاء المتدربين انتهى بهم المطاف في صفوف "منظمة مجاهدي خلق".
وأشار العميل إلى أنّه، عند سقوط الشاه، ذهب إلى إيران للمساعدة في تدريب جنود الحرس الثوري، وبعد سقوط بني صدر "عاد إلى العمل الميداني" في لبنان، حيث ساعدته لغته العربية على العمل مع حزب الله. وأضاف أنّه لم يكن على أي صلة بالهجوم على ثكنة قوات البحرية الأميركية أو خطف أي موظف من السفارة الأميركية في بيروت وقتله، ولكنّه أوضح أنّه يعرف هوية المخطط لهاتين العمليتيْن، وهو عضو في حزب الله وتابع لوزارة الأمن والاستخبارات الإيرانية اسمه أحمد مغنية، مضيفا أنّ مغنية حاول تدبير مقتل خاتمي في العام 1987 كمنافس سياسي مرتبط بالليبراليين، وتحديدا بـ بني صدر ولاحقا منتظري.
وجاء في المذكّرة أنّ العميل السري لم يبد أي ندم على السنين التي أمضاها في صفوف الميليشيات المسلحة، وإنّما يعتزّ بتلك الفترة، مشيرا إلى أنّ ولاءه للنظام في طهران قد تأثّر على نحو جذري عندما استهدفته أجهزة المخابرات الإيرانية في لبنان في محاولة للقضاء عليه. وأضاف أنّ المنافسات الداخلية في وزارة الأمن والاستخبارات الإيرانية جعلت منه هدفا بما أنّه كان من الداعمين للرئيس المخلوع بني صدر، بدلا من مجموعة "أخوند" المتطرفة التي من خلالها تمكّن الخميني من تعزيز سلطته.
وشرح العميل أنّ ولاءه لآية الله منتظري عمل ضده بعد انفصال الأخير عن خط الخميني في أواخر الثمانينيات، مضيفا أنّ بعد فترة من السجن، هرب من إيران في العام 1989 ونال لجوءا سياسيا في بريطانيا، واستحصل لاحقا على الجنسيّة البريطانية وعاش في لندن خلال فترة التسعينيات.
المصدر: الجمهورية