الأحد، 9 يناير 2011

ويكيليكس: انقسام الفلسطينيين إلى كيانين يشكل فرصة تاريخية لإسرائيل لتصفية حركة حماس

كشفت برقية أمريكية صادرة من السفارة الأمريكية في تل أبيب عن لقاء بين مدير المخابرات الإسرائيلية المنتهي فترته منذ أيام عاموس يالدين وبين وفد من الكونغرس الأمريكي برئاسة نائب يدعى روبرت ويكسلر.

البرقية المؤرخة في 8 ديسمبر 2008 كشفت أن جهاز المخابرات الإسرائيلية يضع الفلسطينيين في المرتبة الرابعة على لائحة المخاطر التي تتهدد اسرائيل وبعد كل من إيران وسوريا وحزب الله, ورغم ذلك قال رئيس المخابرات أن اسرائيل ينبغي أن تبقي جيشها في الضفة الغربية وأنها بحاجة لممارسات "أكثر قسوة" في غزة.

الوثيقة كشفت أيضاً أن رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية يعتبر انقسام الفلسطينيين إلى كيانين أحدهما في الضفة الغربية, والآخر في غزة حيث تسيطر حماس, يعد " فرصة تاريخية لإثبات أن أطروحة حماس سوف تفشل" وذلك بحكم أنها تسعى لانتزاع الحقوق الفلسطينية عن طريق ما أسماه "الإرهاب".

وكشف في هذا الإطار أيضاً أن تواجد حركة حماس في غزة وفي الحكم سيوفر للإسرائيل فرصة جيدة لتعقب أعضاءها ومعرفة أماكن مكاتبهم ومنازلهم, تمهيداً لتصفيتهم بسهولة في حال قصف المستوطنات الإسرائيلية من غزة.

نص الوثيقة باللغة العربية:
التاريخ: 8/ 12/ 2008
السفارة الأمريكية بتل أبيب
سري
المرسل إليه: وزارة الخارجية الأمريكية بواشنطن، الأمن القومي بواشنطن، الشئون العربية الإسرائيلية.
الموضوع: اجتماع وفد الكونجريس برئاسة ويكسلر مع رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية يادلين.
صنفه: نائب رئيس البعثة التنفيذي مارك سيفرز.

الملخص:
في اجتماع مع رئيس مخابرات الدفاع يادلين، أشار النائب روبرت ويكسلر إلى مقابلته السابقة مع رئيس حزب الليكود نتنياهو وطلب من يادلين تقييما حول احتمالية مضي إسرائيل والفلسطينيين نحو "سلام اقتصادي". قال يادلين أن علاقة إسرائيل بالفلسطينيين تحتاج إلى وقت، ذلك لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي القادم، ورئيس السلطة الفلسطينية القادمة المحتمل، سيحتاجان وقتا لبناء الثقة. ومحاولة التحرك بشكل مباشر نحو الحل، سيؤدي إلى عنف كما حدث في سنة 2000. قال يادلين أن الفلسطينيين أسسوا كيانين. فعباس وفياض يحكمان الضفة الغربية بدعم من إسرائيل، بينما أسست حماس كيانا إرهابيا في غزة. أكد يادلين على أن إسرائيل تسير في المسار الصحيح في الضفة الغربية بينما نصح باتخاذ إجراء "أكثر قسوة" مع غزة. قال يادلين أن إسرائيل يمكن أن تجد تبحث عن مقرات مسئولي حماس وتبدأ في العمل في غزة. إذا استمر إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون، فإن جيش الدفاع الإسرائيلي "سيستخدم هذا الكارت"، أي "عمليات اغتيال لتغيير الوضع".
نهاية الموجز.

التفاصيل:
قام النائب روبرت ويكسلر، ومعه منظم الوفد جوناثان كاتز، والمراقب، والمستشارين السياسيين، باستدعاء رئيس المخابرات الدفاعية الميجور جنرال عاموس يالدين في 3 ديسمبر في كريا. مشيرا إلى مقابلته التي انتهت للتوع مع رئيس حزب الليكود بيبي نتنياهو، قال ويكسلر أن نتنياهو يتحدث عن خطة اقتصادية لتنمية الضفة الغربية، بينما قال رئيس الوزراء فياض أن الخلاف الإسرائيلي الفلسطيني ليس ذو طبيعة اقتصادية. انطلاقا من فرضية أن نتنياهو سيشكل الحكومة المقبولة، في أغلب الترجيحات، سأل ويكسلر إن كان يظن أنه من الممكن تزويج خطة نتنياهو الاقتصادية مع طرح فياض البرجماتي والمتعلق بـ"تسليم" بعض السلطات وتقليل دور الجيش الإسرائيلي.

أجاب يادلين أن الفلسطينيين يشكلون رابع تهديد في تقدير المخابرات العسكرية، وأن التهديدات الثلاث الأول، هم بالترتيب: إيران، سوريا، حزب الله. وبالرغم من أن الفلسطينيين ليسوا هم مبعث القلق الإسرائيلي الأول، إلا أن يادلين قال بأنه سيجيب على سؤال ويكسلر بالإشارة إلى أن ذلك سيحتاج لوقت كي يتم التزاوج بين مقاربتي نتنياهو وفياض. إذا حاول الأطراف التحرك بشكل مباشر لحل الصراع، فإن المحاولة ستنهار وستؤدي لعنف كما حدث في الانتفاضة الثانية بعد قمة كامب ديفيد في سنة 2000. السؤال الرئيسي الذي يطرح نفسه هو كيف يمكن للسلطة الفلسطينية أن تسيطر على الإرهاب.

قال يادلين أن المنسق العام للأمن القومي الأمريكي دايتون يقوم "بمهمة جيدة" لتدريب قوات الأمن الفلسطيني، لكن يادلين أشار إلى مقولة دايتون بأن الأمن الفلسطيني سيحتاج إلى خمس سنوات لبناء قدراته في مكافحة الإرهاب، بما في ذلك نظام قضائي فعال.
قال يادلين أن جيش الدفاع الإسرائيلي يقبع خارج جنين إلا إذا أبلغ بوجود "قنبلة موقوتة". إلا أن السلطة الفلسطينية تتجاهل غزة، ويصر فياض على أن يدفع الرواتب للعناصر المقيمة في غزة مما يساعد حماس. قال يادلين أن هذا "خطأ كبير"، وأشار إلى أن الفلسطينيين قد خلقوا كيانين، الأول هو جانب الرئيس عباس وفياض حيث يدينان الإرهاب ويؤكدان على أن الأهداف الوطنية الفلسطينية يمكن تحقيقها بالمفاوضات، وهما يحكمان الضفة الغربية بمساعدة إسرائيل، والثاني في غزة، حيث تمسك منظمة إرهابية بزمام الأمور، وتقوم حماس بالدعوة لتحقيق الطموحات الفلسطينية عبر الإرهاب. هذا الانقسام يوفر لإسرائيل فرصة تاريخية لإثبات أن أطروحة حماس سوف تفشل.

أكد يادلين بأن إسرائيل يجب ألا تنسحب من الضفة الغربية بشكل سريع حتى لا تمهد الطريق لمزيد من الهجمات الانتحارية داخل إسرائيل. كما أن موقف إسرائيل الأمني الجيد هو نتيجة مباشرة لجهود الجيش الإسرائيلي والشين بيت المستمرة لتدمير الإرهاب في الضفة الغربية، وتستمر هذه الجهود كل ليلة طوال العام. سيحتاج الأمر لبعض الوقت لبناء الثقة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي القادم وبين الرئيس الفلسطيني المحتمل. قال يادلين أنه راض عن مسار إسرائيلي الصحيح في الضفة الغربية، فقد تمكن جيش الدفاع الإسرائيلي من معرفة السبيل الصحيح لإزالة العقبات التي تؤثر بشكل سلبي على الاقتصاد الفلسطيني، بينما ينفذ على الأرض الوسائل التي تحمي أمن إسرائيل. أما في غزة، فإسرائيل تحتاج إلى أن تكون "أكثر قسوة".

سأل نائب الكونجريس، ويكسلر، عن السبب الذي يدفع فياض لإرسال المال لغزة. أجاب يادلين بأن فياض يخشى من أنه في حال عدم إرسال المال، فإن حماس ستجلب المال من إيران، لكن يادلين أضاف بأنها مخاوف في غير محلها، فحكم حماس لغزة يوفر فرصة، إذ أن وجود الإرهابيين في الحكم بغزة، يمكن إسرائيل من معرفة أماكن مكاتبهم ومنازلهم، فقد خرجوا من مخابئهم وانكشفوا، مما يمكن الجيش الإسرائيلي من العثور عليهم. وحذر يادلين من أنه في حال استمرار قصف المجتمعات الإسرائيلية من غزة، فإن إسرائيل "يمكنها استخدام هذا الكارت" ضد حماس. "مما سيغير المعادلة".

تعليق:
بينما لم يستخدم يادلين تعبير "الاغتيالات المستهدفة"، فإنه كان واضح من السياق أنه يعزز هذا المسلك لمكافحة تهديدات حماس. كما أوضح أنه يعارض اقتراح بعض عناصر الحكومة الإسرائيلية التي تقول بضرورة إدخال بعض السيولة المالية إلى غزة.
نهاية التعليق.

لم يتسن لويكسر مراجعة البرقية.
كانينجهام.
مصدر الترجمة: الدستور الأصلي
النص الأصلي للوثيقة:
08TELAVIV2745
 

ويكيليكس بالعربي خفايا وأسرار السياسة العالمية 2010 - 2011

الصفحة الرئيسية | من نحن | اتصل بنا |